للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَا عَائِشَةُ قَالَتْ: فَتَنَحَّيْتُ وَجَلَسْتُ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ عَلِّمْنِيه، قَالَ: "إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَكِ يَا عَائِشَةُ أَنْ أُعَلِّمَكِ؛ إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَكِ أَنْ تَسْأَلِي بهِ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا قَالَتْ: فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَدْعُوكَ اللهَ وَأَدْعُوكَ

===

ولا يليق بك (يا عائشة) لأنك لا تعرفين أدبه؛ لأنك ربما دعوت به على نفسك إذا أَخَذَتْك الغيرةُ فتهلكين في وقتك (قالت) عائشة: (فـ) لما قال لي رسول الله ذلك الكلام .. (تنحيت) من التنحية؛ أي: تبعدت منه وفارقته (وجلست) في المكان الذي فارقته فيه (ساعة) أي: قطعةً من الزمن القليل (ثم قمت) من ذلك المكان (فـ) رجعت إليه و (قبلت رأسه) الشريف (ثم) بعد تقبيلي رأسه (قلت) له صلى الله عليه وسلم ثانيًا: (يا رسول الله؛ علمنيه) أي: علمني ذلك الاسم الأعظم.

فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه) أي: إن الشأن والحال (لا ينبغي لك) ولا يليق بك (يا عائشة أن أعلمك) الاسم الأعظم، وإنما قلت لك: "لا ينبغي لك أن أعلمه إياك" لأنه؛ أي: لأن الاسم الأعظم إنما يُتعلم للانتفاع به في الدنيا بدفع مضرة أو جلب منفعة، و (إنه) أي: وإن الشأن والحال (لا ينبغي لك) ولا يليق بك (أن تسألي به) أي: بالاسم الأعظم (شيئًا من) أمور (الدنيا) من دفع مضرة أو جلب منفعة؛ لأن ذلك مما ينقص نصيبك في الآخرة.

(قالت) عائشة: (فقمت) من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لي ذلك الكلام معرضًا عن طلباتي منه (فتوضأت) للصلاة (ثم) بعد وضوئي (صليت) صلاة الحاجة (ركعتين ثم) بعد فراغي من صلاتي (قلت: اللهم؛ إني أدعوك) وأسألك بـ (الله) أي: بعظمة اسم الجلالة (وأدعوك)

<<  <  ج: ص:  >  >>