يدخل في الصباح، وقوله:(رضيت بالله ... ) إلى آخر الذكر، مقول محكي لـ (يقول) أي: رضيت بالله.
وقوله:(ربًا) بالنصب على التمييز؛ أي: رضيته من جهة كونه ربًا وخالقًا لي، وهو يشمل الرضا بالأحكام الشرعية، والقضايا الكونية.
(و) رضيت (بالإسلام) من جهة كونه (دينًا) لي (و) رضيت (بمحمد) من جهة كونه (نبيًّا) لي .. (إلا كان حقًّا على الله) أي: واجبًا على الله وجوب تفضل أو وعد أو إحسان، لا وجوب إلزام وتكليف؛ لأن الله جل وعز لا يجب عليه شيء، وقوله: "حقًّا" خبر مقدم على اسمها الآتي (أن يرضيه) أي: أن يرضي الله ذلك القائل بهذا الذكر (يوم القيامة) أي: يعطيه ثوابًا جزيلًا حتى يرضى.
وجملة أن المصدرية مع مدخولها في تأويل مصدر مرفوع على أنه اسم كان؛ تقديره: إلا كان إرضاء الله إياه يوم القيامة حقًّا على الله جل وعلا.
و(إلا) للاستثناء المفرغ، وجملة كان مع اسمها وخبرها خبر المبتدأ السابق؛ تقديره: ما مسلم قائل هذا الذكر المذكور .. إلا كان إرضاء الله له يوم القيامة حقًّا، والله أعلم. انتهى من الفهم السقيم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك أخرجه أبو داوود والترمذي.
ودرجته: أنه صحيح وإن كان سنده حسنًا؛ لما تقدم آنفًا؛ لأن له شواهد من حديث أبي سعيد وأنس وثوبان، فهذا الحديث: حسن السند، صحيح المتن، وغرضه: الاستشهاد به.