للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ؛ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ،

===

ومعنى أسلمت: سلمت واستسلمت؛ أي: سلمتها لك؛ إذ لا قدرة لي على تدبيرها، ولا على جلب ما ينفعها، ولا على دفع ما يضرها، بل أمرها مسلم إليك، تفعل فيها ما تريد، واستسلمت لما تفعل فيها، فلا اعتراض على ما تفعل ولا معارضة. انتهى من "المفهم".

أي: جعلت نفسي منقادةً لك، وجعلت قصدي متوجهًا نحوك (وألجأت ظهري إليك) أي: أسندته إليك؛ لتقويه وتعينه على ما ينفعني؛ لأن من استند إلى شيء .. تقوَّى به واستعان (وفوضت أمري إليك) أي: توكلت عليك في أمري كله؛ لتكفيني همه وتتولى إصلاحه.

وقوله: (رغبةً ورهبةً إليك) كلاهما مفعول لأجله للفعلين المذكورين قبله على طريق اللف والنشر المرتب، و (إليك) متعلق بـ (رغبة) ويقدر للثاني متعلقه؛ والمعنى: فوضت أمري؛ أي: طمعًا في رفدك وثوابك، و (إلى) بمعنى (في) وألجأت ظهري إليك؛ خوفًا منك ومن أليم عذابك.

وقال في "الفتح": وورد في بعض طرقه بإثبات (من)، ولفظه: (رهبة منك ورغبة إليك) أخرجه النسائي وأحمد.

(لا ملجأ ولا منجى) أي: لا مهرب ولا ملاذ ولا مخلص (منك) أي: من عقوبتك (إلا إليك) أي: إلا إلى رحمتك؛ وهو بمعنى ما ورد من قوله: "أعوذ بك منك". انتهى "مرقاة".

وقيل: هو راجع إلى قوله: "رغبةً ورهبةً إليك" على طريق اللف والنشر المرتب؛ أي: لا ملجأ للطالب والطامع، ولا منجا للخائف.

قال الحافظ: أصل: (ملجأ) بالهمز و (منجى) بغير همزة، ولكن لما

<<  <  ج: ص:  >  >>