أكمل ثلاث عشرة سنة بعد مجيء الوحي إليه، حدث بـ (أن الرؤيا جزء من ستة وعشرين) إن ثبتٌ الخبر بذلك، وذلك وقت الهجرة.
ولما أكمل عشرين .. حدث بأربعين، ولما أكمل اثنتين وعشرين .. حدث بأربعة وأربعين، ثم بعدها بخمسة وأربعين، ثم حدث بستة وأربعين في آخر حياته، وأما ما عدا ذلك من الروايات بعد الأربعين .. فضعيف، ورواية الخمسين يحتمل أن تكون لجبر الكسر، ورواية السبعين للمبالغة، وما عدا ذلك لَمْ يثبت. انتهى.
وقلما يصيب مؤول في حصر هذه الأجزاء، ولئن وقع له الإصابة في بعضها؛ لما تشهد له الأحاديث المستخرج منها .. لَمْ يسلم له ذلك في بقيتها.
قوله:(من الرجل المصالح) والتقييد بـ (المصالح) جريٌ على الغالب؛ فقد يرى الأضغاث، ولكنه نادر؛ لقلة تمكن الشيطان منه، بخلاف العكس، وحينئذ فالناس على ثلاثة أقسام:
الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ورؤياهم كلها صدق، وقد يكون فيها ما يحتاج إلى تعبير.
والصالحون، والأغلب على رؤياهم الصدق؛ ويقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير.
ومن عداهم يكون في رؤياهم الصدق والأضغاث؛ وهم على ثلاثة:
- مستورون، فالغالب في رؤياهم استواء الحال في حقهم.
- وفسقة، والغالب على رؤياهم الأضغاث، ويقل فيها الصدق.
- وكفار، ويندر في رؤياهم الصدق جدًّا، قاله المهلب فيما ذكره في "الفتح".