وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه؛ ودرجته: أنه صحيح؛ لأن له شواهد من حديث جابر وحديث أبي قتادة المذكورين قبله، فالحديث: صحيح المتن بما قبله، ضعيف السند؛ لما تقدم آنفًا.
وحاصل ما ورد في الحديث من آداب الرؤيا المكروهة ستة:
الأول: أن يتعوذ بالله تعالى من شرها.
والثاني: أن يتعوذ بالله تعالى من الشيطان.
والثالث: أن يتفل عن يساره ثلاثًا.
والرابع: ألا يذكرها لأحد أصلًا.
والخامس: أن يقوم الرجل فيصلي ركعتين، وقد ورد عن أبي هريرة مرفوعًا:"فإن رأى أحدكم ما يكره .. فليقم فليصل" كما هو مصرح به في رواية مسلم.
والسادس: أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه.
وأن هذه الآداب الستة مذكورة في الأحاديث المختلفة.
قال النووي رحمه الله تعالى: فينبغي أن يجمع بين هذه الروايات ويعمل بها كلها، فإذا رأى ما يكره .. نفث عن يساره قائلًا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن شرها، وليتحول من جنبه إلى جنبه الآخر، وليصل ركعتين، فيكون قد عمل بجميع الروايات، وإن اقتصر على بعضها .. أجزأه في دفع ضررها بإذن الله تعالى؛ كما صرحت به الأحاديث.
وأما حكمة النفث على اليسار .. فعلى ما ذكره القاضي عياض: أنه أمر بالنفث ثلاثًا؛ طردًا للشيطان الذين حضر رؤياه المكروهة وتحقيرًا له واستقذارًا به.