للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْأَبْيَضَ - يَعْنِي: الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ - وَقِيلَ لِي: إِنَّ مُلْكَكَ إِلَى حَيْثُ زُوِيَ لَكَ،

===

يعني بهما على كلا الروايتين: الذهب؛ كما سيفسره، والشك من الراوي أو ممن دونه، وقوله: (والأبيض) أي: الفضة؛ معطوف على (الأصفر).

(يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بالأصفر أو الأحمر: (الذهب، و) بالأبيض: (الفضة) والعناية تفسير من بعض الرواة.

وقد أعطاه الله تعالى مفاتيح الخزائن المفتوحة على الأمم الماضية، قال النووي: المراد بالكنزين: الذهب والفضة؛ والمراد: كنز كسرى وقيصر ملكي العراق والشام، وفي "النهاية": فالأحمر ملك الشام، والأبيض ملك فارس.

وإنما قال لفارس: (الأبيض) لبياض ألوانهم، ولأن الغالب على أموالهم الفضة؛ كما أن الغالب على ألوان أهل الشام (الحمرة) وعلى أموالهم الذهب. انتهى من "العون".

(وقيل لي) أي: قال لي ربي: (إن ملكك) يصل (إلى حيث) ومكان (زوي) - بالبناء للمفعول - أي: طوي وكشف (لك) من الأرض من مشارقها ومغاربها، وقد ظهر ذلك، ووجد كذلك في زمان الفتوح في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه؛ فإنه سيق إليه تاج كسرى وحليته، وما كان في بيوت أمواله، وجميع ما حوته مملكته على سعتها وعظمتها، وكذلك فعل الله بقيصر لما فتحت بلاده. انتهى من "المفهم".

وقوله: "إلى حيث زوي لك" وظاهر هذا اللفظ يقتضي أن الله تعالى قوى إدراك بصره، ورفع عنه الموانع المعتادة، فأدرك البعيد من موضعه؛ كما أدرك بيت المقدس من مكة، وأخذ يخبرهم عن آياته وهو ينظر إليه، ويحتمل أن يكون مثلها الله له فرآها، والأولى أولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>