صلى الله عليه وسلم في خلافة الصديق رضي الله تعالى عنه.
(وإن بين يدي الساعة) أي: قدامها (دجالين كذابين قريبًا من ثلاثين) نفرًا (كلهم يزعم) ويدعي (أنه نبي) ولا نبي بعدي وأنا خاتم النبيين؛ كما في رواية أبي داوود.
قوله:(دجالين) قال الحافظ: من الدجل؛ وهو التغطية والتمويه، ويطلق على الكذب أيضًا، وعلى هذا فقوله:(كذابين) تأكيد لما قبله. انتهى.
ووقع في حديث حذيفة عِنْدَ أحمدَ بسندٍ ضعيفٍ:(سيكون في أمتي دجالون كذابون سبعة وعشرون؛ منهم: أربع نسوة، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي) وهذا يدل: على أن رواية (الثلاثين) بالجزم على طريقِ جَبْرِ الكَسْر، ويؤيده قوله في حديث الباب:(قريبًا من ثلاثين) وقوله: (قريبًا) بالنصب صفة لما قبله، وقوله:(كلهم يزعم أنه نبي) هذا ظاهر في أن كلًّا منهم يدعى النبوةَ، وهذا هو السر في قوله في آخر الحديث:(وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي).
ويحتمل أن يكون الذين يدعون النبوة منهم ما ذكر من الثلاثين أو نحوها، وأن من زاد على العدد المذكور يكون كذَّابًا فقط، لكن يَدْعُو إلى الضلالة كغُلاة الرافضة والباطنية. انتهى من "تحفة الأحوذي" باختصار.
(ولن تزال طائفة) وجماعة (من أمتي) مستمرين (على الحق) والسنة مواظبين عليه (منصورين) على ذلك الباطل (لا يضرهم من خالفهم) من أهل البدع.
وقوله:(على الحق) خبر (لن تزال) أي: ثابتين على الحق علمًا وعملًا ظاهرين منصورين على من خالفهم من العدو؛ لثباتهم على دينهم.