للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ .. فَلْتُدْرِكْهُ مَوْتَتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَأْتُوا إِلَيْه،

===

هي (مهلكتي) أي: معدمتي (ثم تنكشف) وتنفرج عنه هذه الثانية ويسلم منها.

والحاصل: أن المتأخرة من الفتن المتوالية أعظم من المتقدمة وأشد، فتصير المتقدمة عندها سهلة رقيقة، قاله السندي.

قال القرطبي: شبه المؤمن في هذه الفتن بالعائم الغريق بين الأمواج، فإذا أقبلت عليه موجة .. قال: هذه مهلكتي، ثم تروح عنه تلك، فتأتيه أخرى، فيقول: هذه الأخيرة هي مهلكتي إلى أن يغرق بالكلية، وهذا تشبيه واقع حسًّا.

(فمن سره) وبشره (أن يزحزح) - بالبناء للمجهول - أي: أن يبعد وينحى (عن النار) الأخروية ويؤخر منها (ويدخل الجنة) - بالبناء للمجهول أيضًا - من الإدخال .. (فلتدركه) - بفتح الفاء وسكون اللام وضم التاء وكسر الراء وسكون الكاف - لأنه مجزوم بلام الأمر، فهو من الإدراك؛ أي: فلتلحقه (موتته) وفي رواية: (منيته) والمعنى واحد، أي: فلتأخذه منيته (وهو) أي: والحال أنه (يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس) أي: وليبذل إلى الناس وليفعل بهم الأمر (الذي يحب أن يأتوا) أي: يحب أن يفعل الناس معه ويبذلوا (إليه) أي: إلى نفسه من النصيحة والإحسان إليه.

قال القرطبي: وليجئ إلى الناس بحقوقهم؛ من النصح والنية الحسنة بمثل الذي يحب أن يجاء إليه به، وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

و(الناس) هنا: الأئمة والأمراء، فيجب عليه لهم السمع والطاعة

<<  <  ج: ص:  >  >>