للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"عَلَيْكَ بِالْعِفَّةِ"، ثُمَّ قَالَ: "كَيْفَ أَنْتَ وَقَتْلًا يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى تُغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ بِالدَّمِ؟ "، قُلْتُ: مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ: "الْحَقْ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَفَلَا آخُذُ بِسَيْفِي فَأَضْرِبَ بِهِ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: "شَارَكْتَ

===

(عليك بالعفة) أي: الزم العفة؛ أي: التعفف عن الحرام في مأكلك ومفرشك وفعلك.

(ثم قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيف) تكون (أنت وقتلًا) أي: مع قتل (يصيب الناس) من أهل المدينة (حتى تُغْرقَ) - بالبناء للمفعول - أي تُطْلَى وتُستر (حجارةُ الزيت بالدم؟ ) أي: كأنها طُليت بدم الناس؛ لكثرة ما يجري من دمهم هناك؛ لكثرة قتلهم، قيل: هي محلة بالمدينة، وقيل: موضع منها، قال التوربشتي: هي من الحرة التي كانت بها الوقعة زمنَ يزيد بن معاوية، والأمير على تلك الجيوشِ العاتيةِ .. مسلمُ بن عُقْبةَ المُرِّيُّ، المُستبيحُ لحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان نزوله بعسكره في الحرة الغَرْبية من المدينة، فاستباح حرمتها وقتل رجالها وعاث فيها ثلاثة أيام، وقيل: خمسة، فلا جرم أنه انماع في النار؛ كما ينماع الملح في الماء، ولم يلبث أن أدركه الموت وهو بين الحرمين، وخسر هنالك المبطلون، كذا في "المرقاة".

قال أبو ذر: (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما خار الله لي ورسوله) فهو خير لي، ثم (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحق بمن أنت منه) أي: بأهلك وعشيرتك الذين أنت منهم، وخرجت من عندهم والزمهم، وقيل: المراد بمن أنت منه: الإمام؛ أي: الزم إمامك ومن بايعته.

(قال) أبو ذر: (قلت: يا رسول الله أفلا آخذ بسيفي فأضرب به من فعل ذلك) الضرب بي؟ فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (شاركت

<<  <  ج: ص:  >  >>