أجيب: بأن المراد: أنهم في النار لأجل اختلاف العقائد؛ فمعنى:(وواحدة في الجَنَّة): أنهم لا يدخلون النار لأجل اختلاف العقائد.
أو المراد بكونهم في النار: طول مكثهم فيها، وبكونهم في الجَنَّة: إلا يطول مكثهم في النار، وعبر عنه بكونهم في الجَنَّة؛ ترغيبًا في تصحيح العقائد، وأنه يلزم إلا يعفى عن البدعة الاعتقادية؛ كما لا يعفى عن الشرك إذ لو تحقق العفو عن البدعة.
فإن قيل: لا يلزم دخول كلّ الفرقة المبتدعة في النار، فضلًا عن طول مكثهم فيها؛ إذ هو مخالف لقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}(١). أجيب: بأن المراد: أنهم يَتعرَّضون لِمَا يُدْخِلُهم النارَ من العقائد الرديئةِ ويستحقون ذلك.
ويحتمل أن المراد: أن الغالب في تلك الفرق دخول النار، فيندفع الإِشْكَال مِنْ أصلِه.
(قيل: يا رسول الله؛ من هم؟ قال:"الجماعة") أي: الموافقون لجماعة الصحابة الآخذون بعقائدهم المتمسكون برأيهم. انتهى منه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكن له شاهد من حديث أبي هريرة المذكور قبل هذا الحديث.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.