للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ! قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: "أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ .. فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ فَهَذَا مِنْ نُقْصَانِ الْعَقْل، وَتَمْكُثُ

===

وإن قلنا: بصرية .. فهو صفة لذلك المحذوف؛ أي: وما رأيت وعلمت أحدًا من ناقصات عقل (ودين أغلب) أي: أكثر غلبة (لـ) رجل (ذي لب) أي: صاحب عقل كامل (منكن! ) أي: من إحداكن يا معشر النساء، وهذا تعجب من كثرة غلبتهن الرجال؛ أي: إنكن مع ما فيكن من الرذيلتين خلقتن سالبات لِنُهَى الرجال ذوي العقل الكامل.

واللب: العقل، سمي به؛ لأنه خلاصة الإنسان ولُبُّه ولُبابُهُ، ومنه سمي قلب الحب: لبًا، واللب الذي تنقصه النساء هو التثبت في الأمور، والتحقق فيها، والبلوغ فيها إلى غاية الكمال، وهن في ذلك غالبات، بخلاف الرجال.

و(الدين) هنا: يراد به: العبادات، وليس نقصان ذلك ذمًّا لهن.

وإنما ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك من أحوالهن؛ على معنى التعجب من الرجال؛ حيث يغلبهم من نقص عن درجتهم، ولم يبلغ كمالهم، وذلك هو صريح قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن! " رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه.

(قالت) تلك المرأة الجزلة: (يا رسول الله؛ وما نقصان العقل والدين) فينا؟ (قال) رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جواب سؤالها: (أما نقصان العقل) فيكن؛ أي: أما علامة نقصان العقل منكن .. (فشهادة امرأتين تعدل) وتساوي (شهادة رجل) واحد (فهذا) المذكور (من) مساواة شهادة امرأتين بشهادة رجل سببه (نقصان العقل) فيكن (و) أما نقصان دينها .. فإنها (تمكث) وتجلس

<<  <  ج: ص:  >  >>