وفي رواية للبخاري:(أن يقل العلم) قال الحافظ في "الفتح"(١/ ١٧٩): يحتمل أن يكون المراد بـ (قلته): أول العلامة، وبـ (رفعه): آخرها، أو: أطلقت القلة وأريد بها: العدم؛ كما يطلق العدم ويراد به: القلة، وهذا أنسب؛ لاتحاد المخرج.
قوله:"ويفشو الزنا" أي: يظهر، قال القرطبي: هذا من أعلام النبوة؛ لأنه إخبار عن أمور ستقع، وقد وقعت. انتهى، وإذا كان كذالك في زمان القرطبي .. فما بالك الآن؟ !
"ويشرب الخمر" أي: بكثرة، وإلا .. فمطلق الشرب لم يزل موجودًا في كل زمان، ويحتمل أن المراد: شيوع شربه في مجتمعات المسلمين، والعياذ بالله تعالى.
قوله:"ويذهب الرجال وتبقى النساء" ولفظ رواية البخاري: (وتكثر النساء) وذلك أن الفتن تكثر، فيكثر القتل في الرجال، لأنهم أهل حرب دون النساء، وقيل: هو إشارة إلى الفتوح، فيكثر السَّبْيُ، فيتخذ الرجل الواحد عِدَّة موطوءات.
قال الحافظ: وفيه نظر بالقلة في الحديث الآخر؛ حيث قال:(من قلة الرجال وكثرة النساء) والظاهر أنها علامة محضة لا بسبب آخر، بل يقدر الله في آخر الزمان أن من يولد من الذكور يقل، ويكثر من يولد من الإناث، وكون كثرة النساء من العلامات .. يناسب رفع العلم، وظهور الجهل، كذا في "فيض القدير"(٢/ ٥٣٢).
قوله:"حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد" بالرفع صفة و (قيم)، قيل: يحتمل أن يراد به: حقيقة هذا العدد، أو يكون مجازًا عن الكثرة، ويؤيده أن في حديث أبي موسى:(ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة).