للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ".

====

(ويكثر الهرج، قالوا: يا رسول الله؛ وما الهرج؛ قال: القتل) ظلمًا بغير حق.

قوله: "وينقص العلم" بموت أهله؛ فكلما مات عالم في بلد، ولم يخلفه غيره .. نقص العلم من تلك البلدة، وفي رواية: (ويقبض العلم)، وفي رواية للبخاري ومسلم: (وينقص العمل).

قال ابن أبي جمرة: نقص العمل الحسي ينشأ عن نقص الدين ضرورةً، وأما المعنوي .. فبحسب ما يدخل من الخلل؛ بسبب سوء المطعم، وقلة المساعد على العمل، والنفس ميالة إلى الراحة، وتحن إلى جنسها، ولكثرة شياطين الإنس الذين هم أضر من شياطين الجن.

قوله: "يتقارب الزمان" فسره العلماء بتفاسير مختلفة:

- قال النووي: معناه: يقرب الزمان من القيامة، وهذا التفسير بعيد؛ لأن السياق في بيان أشراط الساعة، فلا يفيد فائدة جديدة بهذا المعنى.

- قال ابن بطال: معناه - والله أعلم -: تقارب أحوال أهله في قلة الدين حتى لا يكون من يأمر بمعروف وينهى عن منكر؛ لغلبة الفسق وظهور أهله.

- وذكر الطحاوي أن المراد: تقارب أهل الزمان في الجهل؛ وذلك لأن الناس لا يتساوون في العلم؛ لأن درج العلم تتفاوت، قال تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (١)، وإنما يتساوون إذا كانوا جهالا.

- فسره الخطابي بأن المراد: سرعة مرور الزمان، وتَمسَّكَ بما أخرجه الترمذي عن أنس، وأحمد عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يتفاوت الزمان،


(١) سورة يوسف: (٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>