للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَنَزَلَ الْقُرْآنُ فَعَلِمْنَا مِنَ الْقُرْآنِ وَعَلِمْنَا مِنَ السُّنَّة، ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا فَقَالَ: "يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ

===

قوله: (ونزل القرآن) والسنة، والواو فيه بمعنى: ثم للترتيب؛ كما في رواية مسلم بلفظها؛ أي: ثم بعد خلقه تلك الأمانة في قلوبهم نزل القرآن بلفظه وجاءت السنة بمعناها (فعلمنا) معاشر الرجال تلك الأمانة (من القرآن) أي: من لفظه (وعلمنا) تلك الأمانة (من) معنى (السنة) فقمنا بحقوقها.

قال السندي: أي: بعد نزول الأمانة في القلوب ازددنا فيها بالقرآن والسنة بصيرةً، وحسنت منا العلانية والسريرة. انتهى.

ولفظ "مسلم" مع "الكوكب": (ثم) بعد خلقتها في قلوبهم (نزل القرآن) بلفظه وجاءت السنة بمعناها (فعلموا) أي: أولئك الرجال الذين خلقت الأمانة في قلوبهم (من القرآن) وجوب القيام بتلك الأما نة ولزوم حفظها؛ أي: بما ذكر فيه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب (وعلموا من السنة) والحديث تفاصيلها، وكيفية القيام بها وأدائها، فعملوا بها. انتهى.

وفي "فتح الملهم": قوله: (ثم نزل القرآن) يعني: كان في طباعهم الأمانة بحسب الفطرة التي فطر الناس عليها، ووردت الشريعة بذلك، فاجتمع الطبع والشرع في حفظها. انتهى منه.

والثاني من الحديثين؛ وهو الذي ذكر حذيفة آنفًا أنه ينتظره .. ما ذكره بقوله:

(ثم حدثنا) رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (عن رفعها) أي: عن كيفية رفع الأمانة والإيمان من قلوب الرجال التي خلقت فيها وطبعت عليها؛ أي: حدثنا عن كيفية رفعها شيئًا فشيئًا (فقال) في بيانها: (ينام الرجل) وكذا المرأة الذي كان ممَّنْ نَزلَتِ الأمانة في جذر قلبه (النومة) أي: المرة من النوم

<<  <  ج: ص:  >  >>