(فترفع الأمانة) أي: تقبض الأمانة؛ أي: تؤخذ الأمانة والإيمان الذي هو بسببها؛ أي: يُمْحَى نورُ الأمانة والإيمان (من قلبه) أي: من جذر قلبه.
والنوم في قوله:(فينام الرجل النومة) كناية عن الغفلة التي توجب ارتكاب السيئة الباعثة على نقص الأمانة ونقص الإيمان.
قوله:(فترفع الأمانة) أي: يقبض بعضها؛ بدليل ما بعده؛ يعني: يقبض بعض ثمرة الإيمان من قلبه (فيظل أثرها) أي: فيصير أثر محوها من القلب (كأثر الوكت) أي: مثل السواد اليسير والنقطة الصغيرة، قال الهروي: الوكت - بفتح الواو وسكون الكاف والتاء المثناة من فودتى -: الأثر اليسير في الشيء، وقال غيره: هو سواد يسير، وقيل: هو لون يحدث مخالف للون الذي قبله، يقال: وَكَتَتِ البُسْرةُ؛ إذا وقع نُكْتَةُ إِرطاب مِنْ جانبها، فإِن كانت في طرفها .. قِيلَ: مُذَنَّبَةٌ، وقال الزبيدي: الوكتة: نكتة في العين، وعين موكوتة؛ والوكت: سواد العين.
(وينام) ذلك الرجل المذكور؛ أي: ثم ينام (النومة) أي: المرة الثانية، والواو فيه بمعنى:(ثم)، ينام النومة الثانية (فتنزع الأمانة من قلبه) أي: تقبض ما بقي من الأمانة من قلبه.
(فيظل) أي: فيصير (أثرها) أي: أثر محوها في المرة الثانية من قلبه؛ أي: من جذر قلبه زيادة على ما طمس في النومة الأولى؛ أي: يكون المحل الذي محي منه نورها من جذر قلبه في المرة الثانية (كأثر المَجْلِ) أي: مِثْلَ التَّنَفُّطِ الذي يكون في اليدِ بسببِ العمل بفَأْسٍ أو نَحوِها؛ كالمِعول، شبه القُبَّة، فيه ماءٌ قليلٌ.