قال القرطبي: والمجل - بفتح الميم وإسكان الجيم وفتحها - لغتان؛ والمشهور الإسكان؛ وهو التنفط المذكور؛ يعني: أن يكون بين الجلد واللحم ماء، يقال: مَجِلَتْ يدُه تَمْجَلُ مَجْلًا؛ من باب علم، ومَجَلَتْ تَمْجِل مَجْلًا؛ من باب ضرب، ومجَلَتْ تَمجُل؛ من باب قتل؛ إذا تَنفَّطَتْ من العمل؛ أي: انتفخَتْ جِلْدُها وكان فيه ماءٌ من أثر العمل.
وفي "النهاية": الوَكْتَةُ: الأثرُ في الشيء؛ كالنُقْطَةِ من غير لون، والجمعُ وُكَت؛ والمجل: تنفط اليد من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة. انتهى.
ويقال: نفطت يده نفطًا؛ من باب تعب، ونفيطًا؛ إذا صار بين الجلد واللحم ماء. انتهى من "المصباح".
وقوله:(كجمر) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الوكت والمجل، ولكنه على تقدير مضاف؛ تقديره: حالة كون أثر الوكت والمجل مثل أثر جمر وشعلة نار أسقطتها على رجلك، أو مثل أثر حجر (دحرجته) أي: دحرجت ذلك الحجر وقلبته وأسقطته (على رجلك) أي: على عضو رجلك (فنفط) عضو رجلك - وهو بكسر الفالله - من باب تعب؛ أي: تنفط وانتفخ عضو الرجل؛ أي: الموضع الذي وقع عليه الجمر، أو الحجر من الرجل (فتراه) أي: فترى ذلك الموضع الذي وقع عليه الجمر أو الحجر (منتبرًا) - بكسر الباء - أي: منتفخًا مرتفعًا (و) الحال أنه اليس فيه) أي: في ذلك الموضع المنتفخ المرتفع (شيء) من ماء ولا لحم ولا دم صحاح، بل فيه ماء فاسد.
أو المعنى: أن تأثير ما بقي من الأمانة عنده .. كتأثير مجل أو جمر، فيتخيل للرائي أن الرجل ذو أمانة وصحة، وهو في ذلك بمثابة نقطة تراها متنفطة مرتفعة كبيرة لا طائل تحتها، وليس فيها شيء صالح، بل ماء فاسد.