طريق غزوها (حتى إذا كانوا بالبيداء) أي: في الصحراء الخالي عن العمران (أو) قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حتى إذا كانوا (ببيداء من الأرض) والشك من بعض الرواة، وفي حديث حفصة عند مسلم وكذا عند ابن ماجة:(بيداء من الأرض) بلا ذكر شك.
قال النووي: قال العلماء: البيداء - بفتح الموحدة وسكون الياء -: كلّ أرض مَلْسَاءَ لا شيء فيها. انتهى من "التحفة".
وقوله:(خسف) جواب (إذا) الشرطية؛ أي: خسف (بأولهم وآخرهم و) بكليتهم حتى (لم ينج) منهم (أوسطهم) حتى وقع الهلاك على جميعهم في الدنيا.
قالت صفية:(قلت) له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فإن كان فيهم) أي: في ذلك الجيش (من يُكْرَه) على ذلك الغزو؛ من الإكراه، فما حكمه؟ (قال) النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جواب سؤالها: لكن المكره لا يصيبه عذاب الآخرة، وإن أصابه عذاب الدنيا؛ لأنهم (يبعثهم الله) تعالى يوم القيامة (على ما في أنفسهم) أي: ملتبسين بما في أنفسهم من إرادة غزوها ورضاه ومن الإكراه عليه، فيعاقب في الآخرة من أراد غزوها، وينجو من أكره عليه، وفي حديث أم سلمة:(فكيف بمن كان كارهًا؟ قال: يخسف به معهم، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته).
قال النووي: أي: يبعثون مختلفين على قدر نياتهم، فيجازون بحسبها.
وفي هذا الحديث من الفقه: التباعد من أهل الظلم، والتحذير من مجالستهم