الدجال؛ هيبةً ورعبًا من عيسى (كما يذوب) وينماع (الملح في الماء، وينطلق) الدجال ويذهب، حالة كونه (هاربًا) أي: شاردًا من عيسى (ويقول عيسى عليه السلام) للدجال: (إن لي فيك) يا دجال (ضربةً لن تسبقني) أي: لن تفوتني (بها) أي: بسبب تلك الضربة بهربك مني، أو لن تُفَوِّتَ تِلكَ الضربة عَلَيَّ بهربك مِنِّي؛ فإني أَلْحَقُك وأَقتلُك (فيُدْرِكُهُ) أي: فيدرك عيسى الدجَّالَ بَعْدَ هَربه منه (عند باب اللُّدِّ) قال في "النهاية": اللُّدُّ - بضم الدال وتشديد اللام -: موضع بالشام أو بفلسطين. انتهى.
وقوله:(الشرقي) بالجر، صفة لـ (لباب).
(فيقتله) أي: يقتل عيسى الدجال هناك؛ أي: عند باب اللد الشرقي (فيهزم الله) عز وجل (اليهود) الذين كانوا مع الدجال ويشتتهم (فلا يبقى شيء مما خلق الله) تعالى من حيوان وجماد (يتوارى) أي: يستتر (به يهودي) ويختفي وراءه .. (إلا أنطق الله ذلك الشيء) بقدرته بإخباره عن اليهودي الذي اختفى واستتر به (لا حجر) موجود .. إلا أنطق الله به (ولا شجر) كذلك (ولا حائط) أي: لا جدار موجود .. إلا أنطق الله به (ولا دابة) أي: لا حيوان موجود .. إلا أنطق الله به.
وقوله:(إلا الغرقد) استثناء من الشجر؛ أي: لا شجر موجود إلا أنطق الله به (إلا) الشجرة المسماة بـ (الغرقدة) هو ضرب من شجر العِضَاهِ وشجرِ الشوك؛ كالشِّرَرَةِ - واحدةُ الشَّرَرِ -؛ وهو ممَّا يتطايَرُ منه النار عند إيقادِه في النار.