للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ لَا تَنْطِقُ .. إِلَّا قَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ الْمُسْلِمَ؛ هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ اقْتُلْهُ

===

قال في "الصحاح": الشرر - بفتحتين -: ما يتطايرُ من النار، والواحدةُ شررة، ويسمى شجر اليهود، وهو كثير في الشام تَغْرُسُه اليهود في أفنيتهم (فإنها من شجرهم لا تنطق) إذا اختفى واحد منهم تحتها.

وقوله: "إلا قال: يا عبد الله" بدل من الاستثناء الأول؛ أعني: قوله: "إلا أنطق ذلك الشيء" بدل تفصيل من مجمل؛ والتقدير: لا حجر يتوارى به يهودي (إلا قال) ذلك الحجر: (يا عبد الله المسلم؛ هذا) الذي اختفى ورائي هو (يهودي، فتعال) إلي؛ أي: أقبل إلي (اقتله).

وكذا تقول في (شجر) والتقدير فيه: لا شجر يتوارى به يهودي .. إلا قال ذلك الشجر: يا عبد الله المسلم؛ هذا الذي اختفى ورائي يهودي، فتعال اقتله.

وكذا تقول في (حائط) أي: لا حائط يتوارى به يهودي .. إلا قال ذلك الحائط: يا عبد الله المسلم ... إلى آخره، وكذا تقول في (دابة) ... إلى آخره.

و(المسلم) في قوله: (يا عبد الله المسلم) نعت لـ (عبد الله) ويصح أن يكون عطف بيان له.

وإنما كانت (الغرقدة) شجرهم التي يحبونها، قيل: لأن عصا موسى عليه السلام منها، وهذا كذب بحت؛ لأن عصا موسى من آس الجنة، هبطت من الجنة مع آدم عليه السلام فتداولت عليها أيدي الأنبياء قبل موسى حتى وصلت إلى شعيب، فأعطاها لموسى عليهما السلام، أو لأنها أضاءت لموسى ليلة الحيرة مع أهله، أو لأن موسى أوقد منها الزند تلك الليلة، هذه أقوال كلها إسرائيلية لا دليل عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>