للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً؛ السَّنَةُ كَنِصْفِ السَّنَة، وَالسَّنَةُ كَالشَّهْر، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَة، وَآخِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرَةِ؛ يُصْبِحُ أَحَدُكُمْ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ فَلَا يَبْلُغُ بَابَهَا الْآخَرَ حَتَّى يُمْسِيَ"، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ كَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الْقِصَارِ؟ قَالَ: "تَقْدُرُونَ فِيهَا الصَّلَاةَ كَمَا تَقْدُرُونَهَا

===

قوله: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) معطوف بعاطف مقدر على قوله: (قال: هم يومئذ قليل) وهو من حديث أم شريك؛ والتقدير: قالت أم شريك: يا رسول الله؛ فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل، وقالت له أيضًا: كم أيام لبثه في الأرض؟

فـ (قال) لها (رسول الله صلى الله عليه وسلم) في جواب سؤالها: (وإن أيامه) أي: أيام لبثه في الأرض بعدما خرج (أربعون سنة) فـ (السنة) الأولى من تلك الأربعين: (كنصف السنة) أي: قدر نصف السنة من غيرها (والسنة) الثانية منها: (كـ) قدر (الشهر) من غيرها (والشهر) من تلك السنين (كالجمعة) أي: قدر الجمعة والأسبوع من غيرها.

(وآخر أيامه) أي: قدر آخر أيام لبث الدجال في الأرض (كالشررة) أي: كمقدار زمن وقوع الشرر؛ أي: شررة النار على ما وقعت عليه، ولأجل قصره (يصبح أحدكم) أي: يدخل أحدكم في الصباح (على باب المدينة، فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي) أي: حتى يدخل في المساء؛ لقصر ذلك الزمن (فقيل له) صلى الله عليه وسلم لم أر من ذكر اسم هذا القائل؛ ليكون على نسق ما قبله: (يا رسول الله؛ كيف نصلي) الصلوات الخمس (في تلك الأيام القصار) المذكورة؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تقدرون فيها) أي: في تلك الأيام القصار أوقات (الصلاة؛ كما تقدرونها) أي: أوقات الصلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>