قال في "النهاية": الذَّلفُ: قصر الأنفِ وانبطاحُه، وقيل: ارتفاعُ طرفه مع صغر أرنبته؛ والذُّلْفُ - بسكون اللام -: جمع أَذْلفَ؛ ؛ كأَحْمرِ وحُمْر؛ والآنف جمعُ قلة للأَنْف، وُضِعَ موضعَ جمع الكثرة، ويحتمل: أنَّه قلَّلَها؛ لصغرها.
وفي "المصباح": الأَنْفُ المِعْطَسُ، والجمعُ آناف على أفعال، وأُنوف وآنُف؛ مثلُ فلوس وأَفْلُس. انتهى.
(كأن وجوههم المجانُّ) المجان - بفتح الميم - جمع المِجن - بكسرها - وهو الترس (المطرقة) أي: التي أُلبست طاقة فوقَ طاقة من الجلود؛ وهي الأغشية، يقال: طارَقْتُ بين النعلَين؛ أي: جَعلْتُ إحداهما على الأخرى (ولا تقوم الساعة حتى تقاتلُوا قومًا نعالهم الشعر) تقدم معناه قريبًا في الحديث الأول فراجعه، ولا شك أنَّ هذه الأوصاف هي أوصافُ الترك غالبًا، وقد سمَّاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى، فقال: "يقاتِلُ المسلمون التُرْك"، وهذا الخبر قد وَقَعَ على نحو ما أخبر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد قاتلهم المسلمون في عراق العجم مع سُلْطَان خُوَارِزم، وكان الله تعالى قد نصره عليهم، ثم رجعَتْ لهم الكرَّةُ، فغَلبُوا على عراق العجم وعلى غيرهم، وخرج منهم في هذا الوقت أمم لا يحصيهم إلا الله، ولا يردُّهم عن المسلمين إلا الله تعالى، حتى كأنهم يأجوج ومأجوج، أو مقدمتهم، فنسأل الله تعالى أن يُهلِكهم ويبدِّد جَمْعَهم.
ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم عددهم وكثرتهم وحدة شوكتهم .. قال صلى الله عليه وسلم: "اتركوا الترك ما تركوكم" رواه أبو داوود والنسائي. انتهى من "المفهم".