للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ، أَمْ عَلَى الدُّنْيَا فَقَدْ ذَهَبَ صَفْوُهَا؟ قَالَ: عَلَى كُلٍّ لَا، وَلكِنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَبِعْتُهُ

===

فـ (أَيْ) حرف نداء؛ لنداء القريب، حذف منه ياء الإضافة؛ اجتزاءً عنها بالكسرة.

(أ) يبكيك (وجعُ) موضع الطعن به، و (يُشْئِزُك) أي: يُقْلِقُكَ ويجعلك تضطرب (أم) يبكيك الحزن (على) فراقِ (الدنيا) فإن كنت تبكي على فراق الدنيا .. (فـ) اصبر على فِراقها؛ فإنه (قد ذهب صفوها) ولذيذها، فما بقي منها إلا كدرُها؛ أي: مكدراتها بالفتن، فلا ينبغي لك التأسُّفُ على فراقها؛ لأنها تكدَّرَتْ على أهلها بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال السندي: قوله: (يُشْئِزُكَ) من الإشئاز - بضم أوله وسكون ثانيه ثم همزة مكسورة وزاي - أي: أيُّ شيءٍ يُقلقلُك؛ من باب زلزل، ويُزْعِجك ويُؤلمك، فهو نظير يقلقُكَ وزنًا ومعنىً.

وسند هذا الحديث إن نظرنا سياق المؤلف .. فمن سداسياته؛ لأنه زاد فيه سمرة بن سهم، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه سمرة بن سهم، وهو مختلف فيه؛ لأنه وثقه ابن حبان، وقال فيه الحافظ وابن المديني: مجهول.

وأما إن نظرنا إلى سياق غير المؤلف؛ وهو مَنْ جَعلَ رواية أبي وائل عن أبي هاشم .. فرجاله من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

(قال) أبو هاشم لمعاوية في جواب سؤاله: (على كل) من هذين الأمرين (لا) أبكي؛ أي: لا يبكيني واحد من هذين الأمرين، بل يبكيني أمر آخر، فَبيَّنَهُ بقوله: (ولكن) يُبكيني عدمُ وفاء ما أوصى إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن (رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد) وأوصى (إلي عهدًا) أي: وصية (وددت) أي: أحببت بـ (أني كنت تبعته) ووافقته بوفاء ما عهد

<<  <  ج: ص:  >  >>