وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه أبا مروان الأموي، وهو يخطئ كثيرًا.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا سجن المؤمن) فإنه وإن كان في نعمة .. فالجنة خير له (وجنة الكافر) فإنه وإن كان في مَقِيتَةٍ؛ أي: في قلةِ قُوت وضيقِ عيش .. فالنار شر له منها. انتهى "س".
قال النووي: في "شرح مسلم": معناه: أن كل مؤمن مسجون ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة .. مكلف بفعل الطاعات الشاقة، فإذا مات .. استراح من هذا، وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم والراحة الخالصة من النقصان، وأما الكافر .. فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات، فإذا مات .. صار إلى العذاب الدائم، وشقاء الأبد.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الزهد، باب الدنيا سجن المؤمن، والترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء أن الدنيا سجن المؤمن، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك"، وقال: هذا حديث غريب صحيح الإسناد.
ودرجته: أنه صحيح المتن بغيره؛ لأن له شواهد وإن كان حسن السند؛ كما مر آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث المستورد الأول.
واعلم: أن هذا الباب قد وردت فيه أحاديث كثيرة في ذم الدنيا ومتاعها، ولذلك ورد ذمها في آيات كثيرة من القرآن الكريم، ولكن ليس المقصود