للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُتَضَعَّفٍ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ

===

ضعيف في نفسه؛ لتواضعه، وفي حاله في طلب الدُّنْيَا (مُتضَعَّف) أي: محقَّر عند الناس؛ لخمولِه في الدنيا.

قال النووي: ضبطوا (متضعف) بفتح العين وكسرها، والمشهور الفتح، ولم يذكر الأكثر غيره؛ ومعناه: يستضعفه الناس ويستحقرونه ويتجبَّرُون عليه؛ لضعف حاله في الدنيا؛ أي: لقلة ما في يده من المال؛ يقال: ضعفه واستضعفه، وفي رواية الإسماعيلي: (مستضعف) - بالسين - والمعنى واحد؛ كما في حديث معاذ بن جبل المذكور قبل هذا الحديث.

وأما رواية الكسر .. فمعناها: متواضع متذلل خامل واضع من نفسه.

قال القاضي: وقد يكون الضعف هنا بمعنى رقة القلوب ولينها وإخباتها للإيمان؛ والمراد: أن أغلب أهل الجنة هؤلاء؛ كما أن معظم أكثر أهل النار القسم الآخر، وليس المراد: الاستيعاب في الطرفين. انتهى "نووي".

وفي رواية مسلم: زيادة في حديث حارثة بن وهب؛ كما في حديث معاذ، وتلك الزيادة قوله: (لو أقسم على الله .. لأبره) أي: لو حلف على وقوع شيء لم يكن بعد باسم الله تعالى .. لأبره؛ أي: لأوقع الله ذلك الشيء؛ إكرامًا له وصيانةً له عن الحنث في يمينه؛ أي: لجعله الله سبحانه بارًا صادقًا في يمينه؛ يإيقاع ذلك الشيء الذي حلف عليه، ولو كان الناس يزعمونه ضعيفًا؛ وذلك لعلو منزلته عند الله تعالى.

وقيل: معناه: لو دعا .. لأجيب، وقيل: لو حلف يمينًا؛ طمعًا في إكرام الله تعالى له بإبراره .. لأبره. انتهى "سنوسي".

وفي رواية مسلم زيادة: (ثم قال) أي: ثم بعدما ذكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول؛ وذلك أني (أنبئكم)

<<  <  ج: ص:  >  >>