للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

(الزينة) إلى (الحياة الدنيا) تحقير لشأنها، وتنفير عنها.

{وَلَا تُطِعْ} يا محمد {مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} أي: من جعلنا قلبه غافلًا عن ذكرنا؛ كعيينة بن حصن، وقيل: أمية بن خلف؛ والغفلة: معنىً يمنع الإنسان من الوقوف على حقيقة الأمور؛ أي: جعلنا قلبه في فطرته الأولى غافلًا عن الذكر، ومختومًا عن التوحيد؛ كرؤساء قريش؛ أي: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا؛ أي: عن توحيدنا.

{وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} أي: شهوته في عبادة الأصنام {وَكَانَ أَمْرُهُ} وشأنه وعمله {فُرُطًا} (١) أي: ضياعًا لا ينتفع به في الدنيا والآخرة.

قوله: (وضربَ لهم مثلَ الرجلين) والمعنى: أنه لما أمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بصبر نفسه مع فقراء المؤمنين، وعدم طاعة أولئك الأغنياء من المشركين الذين طلبوا منه صلى الله عليه وسلم طرد أولئك الصَّعَالِيكِ من مجلسه، وأن يُعَيِّن لهم مجلسًا، وللسادة مجلسًا آخر حتى لا يؤذوهم بمناظرهم وروائحهم المستقذرة، وحتى لا يقال: (إن السادة ومواليهم يجتمعون في صعيد واحد، ويتحدَّثون وإياهم حديث النِّدِّ مع الند) وفي ذلك امتهانٌ لكبريائهم، وخَفْضٌ من عِزَّتِهم.

أردف ذلك بمثل يستبين منه أن المال لا ينبغي أن يكون موضع فخار؛ لأنه ظل زائل، وأنه كثيرًا ما يصير الفقير غنيًّا، والغني فقيرًا، وإنما الذي يجب أن يكون أساس التفاخر، وعمدة التفاضل .. هو طاعة الله تعالى، وعبادته والعمل على ما يرضيه في دار الكرامة، {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (٢).


(١) سورة الكهف: (٢٨).
(٢) سورة الشعراء: (٨٨ - ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>