وقال في "المصباح": زرى عليه زريًا؛ من باب رمى، وزرية وزراية؛ إذا عابه واستهزأ به. انتهى.
والمعنى: لا تحقروا نعمة الله، والتزموا شكرها. انتهى "أبي".
قال القرطبي: قوله: "انظروا إلى من هو أسفل منكم" أي: اعتبروا إلى من فضلتم عليه في المال والخلق والعافية، فيظهر عليكم ما أنعم الله به عليكم فتشكرونه على ذلك، فتوفون بحق النعمة، وذلك بخلاف ما إذا نظر إلى ما فُضِّلَ به عليه غيره من ذلك؛ فإنه يَضْمِحلُّ عنده ما أنعم به عليه من النعم، فيحتقرها فلا يحسبها نعمًا، فينسى حق الله فيها من الشكر، وربما حمله ذلك النظر إلى أن تمتدَّ عينه إلى الدنيا، فينافسَ أهلها، ويتَقَطَّعَ لحسرةِ فوتها، ويحسدَ أهلها، وذلك هو الهلاك في الدنيا والآخرة. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في الرقاق، باب لينظر إلى من هو أسفل منه، ومسلم في كتاب الزهد والرقائق، والترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، وقال: هذا حديث صحيح، وأحمد في "المسند".