للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلكِنْ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى أَعْمَالِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ".

===

حالة كون أبي هريرة (رفعه) أي: رفع هذا الحديث (إلى النبي صلى الله عليه وسلم) أي: لم يوقفه على نفسه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى) جمال (صوركم و) إلى كثرة (أموالكم، ولكن إنما ينظر إلى) إخلاص (أعمالكم و) إلى نية (قلوبكم).

والحاصل: أن من حسن عمله، وصلحت نيته، سواء كان نحيف الجسم، دميم الصورة، فارغ اليد .. رضي الله عنه ونظر إليه، ومن ساء عمله، وفسدت نيته .. سخط الله عليه، وأعرض عنه، وإن كان كبير الجسم، جميل الصورة، كثير المال.

وقال محمد الدهني في "هامش مسلم": يعني: أن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم المجردة عن السيرة المرضية، ولا إلى أموالكم العارية عن الخيرات، ولكن ينظر إلى قلوبكم التي هي محل التقوى، وأعمالكم التي يتقرب بها إلى الله العلي الأعلى. انتهى منه.

قوله: (إن الله لا ينظر إلى صوركم) وفي رواية مسلم: (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم)، قال القاضي عياض: نظر الله الذي بمعنى: الرؤية يتعلق بكل موجود، وهذا النظر بمعنى: المجازاة والإثابة، ويتعلق هذا بمن شاء الله به ذلك.

فالمعنى: أن الله لا يجازيكم ولا يثيبكم على صوركم وأموالكم، وإنما يثيبكم على ما في قلوبكم من قصد الخير ونيته؛ وإنما كان كذلك؛ لأن أعمال القلب هي المصححةُ للأعمالِ الظاهرة، والأعمالُ الظاهرةُ إنما هي أمارات

<<  <  ج: ص:  >  >>