للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ .. فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ".

===

الفاضل رضي الله تعالى عنه، مات قبل الأربعين أو بعدها.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أبو مسعود: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مما أدرك الناس) أي: أهل الجاهلية والناس يجوز فيه الرفع، والعائد على (ما) محذوف، ويجوز النصب، والعائد: ضمير الفاعل، و (أدرك) بمعنى: بلغ.

و(إذا لم تستح) اسم (إن) محكي بتقدير القول (من كلام النبوة الأولى) قال العزيزي: هي نبوة آدم، وقال القاري: (من) تبعيضية؛ والمعنى: إن من جملة أخبار أصحاب النبوة السابقة من الأنبياء والمرسلين؛ تقديره: إن قولهم: إذا لم تستح .. فاصنع ما شئت .. كائن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى.

قال الخطابي في "المعالم": معناه: أن الحياء لم يزل أمره ثابتًا، واستعماله واجبًا مذ زمان النبوة الأولى؛ فإنه ما من نبي إلا وقد ندب إلى الحياء وبعث عليه، وأنه لم ينسخ مع ما نسخ من شرائعهم؛ وذلك أنه أمر قد علم صوابه، وبان فضله، واتفقت العقول على حسنه، وما كانت هذه صفته .. لم يجر عليه النسخ والتبديل (إذا لم تستحي) بسكون الحاء وكسر الياء وحذف الياء الثانية؛ للجازم .. (فاصنع ما شئت).

قال في "شرح السنة": فيه أقاويل:

أحدها: أن معناه: الخبر وإن كان لفظه الأمر؛ كأن يقول: إذا لم يمنعك الحياء .. فعلت ما شئت مما تدعوك إليه نفسك من القبيح، وإلى هذا المعنى ذهب أبو عبيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>