ومناسبة كثرة البكاء وقلة الضحك في هذا المقام .. واضحة؛ والمراد به: التخويف، وقد جاء لهذا الحديث سبب أخرجه سنيد في "تفسيره" بسند واه، والطبراني عن ابن عمر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فإذا بقوم يتحدثون ويضحكون، فقال:"والذي نفسي بيده ... " فذكر هذا الحديث.
وعن حسن البصري: من علم أن الموت مورده، والقيامة موعده، والوقوف بين يدي الله مشهده .. فحقه أن يطول في الدنيا حزنه. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان، ومسلم في كتاب الفضائل، وفي كتاب الزهد، باب في قوله صلى الله عليه وسلم:"لو تعلمون ما أعلم .. لضحكتم قليلًا".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي ذر.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي ذر بحديث عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(١١١) - ٤١٣٥ - (٣)(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي أبو سعيد، لقبه دحيم - مصغرًا - ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (٢٤٥). يروي عنه:(خ د س ق).
(حدثنا محمد) بن إسماعيل بن مسلم (بن أبي فديك) - مصغرًا - اسمه