للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ يُرَاءِ .. يُرَاءِ اللهُ بِه، وَمَنْ يُسَمِّعْ .. يُسَمِّعِ اللهُ بِهِ".

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) جندب: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ يُراء) أي: من يقصد بعمله الصالح إراءة الناس لا رضا الله عنه؛ أي: فعله ليراه الناس فيمدحونه ويثنون عليه بعمله الذي رأوه عليه ويمدحونه به .. (يُراء الله به) أي: يُظهِرُه الله بذلك العمل فضيحةً له على رؤوس الأشهاد (ومن يُسمِّع) أي: ومن يقصد تسميع الناس بعمله الصالح لا رضا الله تعالى .. (يُسمِّع الله به) أي: بعمله الصالح يوم القيامة، فضيحةً له على تسميعه الناس.

والمعنى: مَنْ شَهَر وقصد التشهير بعمله؛ أو من سمَّع الناس فضائلَه وأحوالَه .. شهر الله به عُيوبَه يوم القيامة، ويجزيه الله جزاء المرائي؛ بأن يقول له: اطلُبْ جزاء عملك ممن عملْتَ لأجله.

قوله: (من يراء .. يراء الله به) أي: من عمل عملًا صالحًا بقصد أن يراه الناس ويَصِفُوه ويَمْدَحُوه .. (يراء الله به) أي: يراء الله الناسَ بعيوبِه في الآخرة؛ ليفتضح أمامهم، وقيل: أراه الله ثواب ذلك العمل من غير أن يعطيه إياه؛ ليكون عليه حسرة يوم القيامة، وقيل: من أراد بعمله إراءة الناس .. أراه الله الناس، فلا حظ له عليه في الآخرة. انتهى من "الأبي".

(ومن يسمع) أي: من عمل عملًا من الأعمال الصالحة بقصدِ حُسْنِ سمعته وشهرتِه فيما بين الناس؛ ليكرموه ويوقروه ويفضلوه على أقرانه، ولم يقصد بعمله ذلك رضا الله سبحانه والتقرب إليه .. (يسمع الله به) أي: سمع الله به على رؤوس الأشهاد يوم القيامة؛ أي: فضحه الله على سمعته؛ أي: على قصده السمعة بعمله لا رضا الله تعالى، وعاقبه عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>