للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى؛ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ .. فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِه،

===

على الحسنات .. أثيب عليه أيضًا؛ ومقصود الحديث: التأكيد على إخلاص الأعمال الصالحة لله تعالى وتطهيرها من شوائب الرياء والسمعة والأغراض الدنيوية، وقد أطال العلماء رحمهم الله الكلام في بيان حقيقة النية والإخلاص وأحكام ما يشوبها من الشوائب.

(و) إنما (لكل امرئ ما نوى) وكذا لكل امرأة ما نوت؛ لأن النساء شقائق الرجال؛ جزاء ما نواه.

قال النووي: قال العلماء: فائدة ذكره بعد قوله: "إنما الأعمال بالنيات" .. بيان أن تعيين المنوي شرط؛ فلو كان على الإنسان صلاة مقضية .. لا يكفيه أن ينوي الصلاة الفائتة، بل يشترط أن ينوي كونها ظهرًا أو عصرًا مثلًا، ولولا اللفظ الثاني .. لاقتضى الأول صحة النية بلا تعيين، أو أوهم ذلك. انتهى منه.

وذكر السمعاني في "أماليه" ما يفيد أن اللفظ الأول؛ يعني: قوله: "إنما الأعمال بالنيات" .. ينبئ عن اشتراط الإخلاص في ثواب الطاعات.

واللفظ الثاني؛ يعني: قوله: "وإنما لكل امرئ ما نوى" .. لبيان أن الأعمال الخارجة عن العبادة لا تفيد الثواب إلا إذا نوى بها القربة؛ كالأكل إذا نوى به القوة على الطاعة، وهذا أوضح ما قيل في الفرق بين الجملتين. انتهى "فتح الباري" (١/ ١٤).

(فمن كانت هجرته) أي: تنقله وتحوله من مكة أو من غيرها من بلاد الكفرة إلى المدينة (إلى الله ورسوله) أي: لطلب رضا الله ورسوله؛ فإلى بمعنى اللام .. (فهجرته) أي: فجزاء هجرته (إلى الله ورسوله) أي: على الله

<<  <  ج: ص:  >  >>