للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ .. لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ، وَلَا يَمْلَأُ نَفْسَهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ".

===

ربما وهم، من الخامسة، مات سنة بضع وثلاثين ومئة (١٣٣ هـ). يروي عنه: (م عم).

(عن أبيه) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني، من الثالثة. يروي عنه: (م عم).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو أن لابن آدم واديين) مملوءين (من مال) وفي رواية (من ذهب) وفي أخرى: (من فضة وذهب) ذكره المناوي.

(لأحب) وابتغى وطلب (أن يكون) له (معهما) أي: مع الواديين اللذين أعطيهما واد (ثالث) يضمه إليهما؛ لشدة حرصه على المال.

وفي "المشارق": زيادة لفظة: (إليهما) بعده، وفي رواية: (لابتغى أن يكون له ثالث) وهَلُمَّ جرًّا؛ والابتغاء: هو الطلب.

وجملة قوله: (ولا يملأ نفسه) أي: جوفه (إلا التراب) أي: إلا تراب قبره .. مستأنفة استئنافًا بيانيًا؛ يعني: أنه لا يزال حريصًا على الدنيا حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره. انتهى "نواوي".

وها هنا نكتة، وهي أن في ذكر ابن آدم دون الإنسان من المحسنات اللفظية البديعية؛ تلويحًا وإشارةً خفية إلى أنه مخلوق من التراب، ومن طبيعته القبض واليبس، وإزالته ممكنة؛ بأن يمطر الله تعالى عليه من تمام توفيقه؛ كما يدل عليه قوله في الحديث: (ويتوب الله) أي: ويقبل الله (على من تاب)

<<  <  ج: ص:  >  >>