شقاوتهم (جناح بعوضة) أي: قدر جناح بعوضة (ولو أن حيكم وميتكم، وأولكم وآخركم، ورطبكم ويابسكم اجتمعوا) وتوافقوا في سؤالي حوائجهم (فسألـ) ني (كل سائل منهم ما بلغت) ووصلت إليه (أمنيته) أي: نيته وقصده إليه من حوائجهم، فأعطيت كلًّا منهم أمنيته .. (ما نقص) ذلك العطاء (من) خزائن (ملكي إلا كما) أي: إلا مثل الذي تنقص الإبرة من البحر (لو أن أحدكم مر) وجاوز (بشفة البحر) وجانبه (فغمس) أي: أدخل (فيها) أي: في شفة البحر (إبرة) أي: مخيطًا (ثم نزعها) أي: ثم نزع تلك الإبرة من شفة البحر وجانبه؛ أي: ما ينقص عطائي إياهم من خزائن ملكي إلا قدر ما تنقص الإبرة من موج البحر.
قوله:(ما بلغت أمنيته) - بضم الهمزة وكسر النون وتشديد الياء - أي: مشتهاه، وجمعها المنى والأماني؛ يعني: كل حاجة تخطر بباله.
قوله:(بشفة البحر) شفة الشيء: طرفه وجانبه (فغمس) - بفتح الميم - من باب نصر؛ أي: أدخل.
(إبرة) - بكسر الهمزة وسكون الموحدة - قال العلماء: هذا تقريب إلى الأفهام، ومعناه: لا ينقص شيئًا أصلًا؛ لأن ما عند الله لا يدخله نقص.
والمقصود: التقريب إلى الأفهام بما نشاهده؛ فإن (البحر) من أعظم المرئيات عيانًا، و (الإبرة) من أصغر الموجودات، مع أنها صقيلة لا يتعلق بها ماء.
(ذلك) أي: عدم نقصان عطائي لهم من خزائن ملكي (بـ) سبب (أني