قال النووي: يفسر آخره أوله، ويبين المراد بباقي الأحاديث المطلقة:(من أحب لقاء الله، وكره لقاء الله).
ومعنى الحديث: أن الكراهة المعتبرة هي التي تكون عند النزع في حالة لا تقبل توبته ولا غيرها، فيبشر كل إنسان بما هو صائر إليه وبما أعد له، ويكشف له عن ذلك، فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله؛ لينتقلوا إلى ما أعد لهم، ويحب الله لقاءهم؛ أي: فيجزل لهم العطاء.
وأهل الشقاوة يكرهون لقائه؛ لما علموا من سوء ما ينتقلون إليه، ويكره الله لقاءهم؛ أي: يبعدهم عن رحمته وكرامته، ولا يريد ذلك بهم.
(ومن كره لقاء الله) حين يرى ما له من العذاب عند الغرغرة .. (كره الله لقاءه) أي: أبَعْده عن رحمته وأَدْنَاهُ من نقمته (فقيل) أي: فقال بعض من حضر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورواية مسلم: فقالت - أي: عائشة -: (يا رسول الله؛ كراهية لقاء الله في كراهية لقاء الموت) أي: جعلت كراهية لقاء الله في كراهية الموت أم لا، فإن كان الأمر كذلك .. (فكلنا يكره الموت) فلا منجا منه، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا) أي: ليس الأمر كما زعمت من أن كراهية لقاء الله في كراهية الموت (إنما ذاك) أي: محبة لقاء الله وكراهية لقائه (عند موته) أي: إنما هو واقع عند موت الشخص، وذلك أنه (إذا بشر برحمة الله ومغفرته .. أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإذا بشر بعذاب الله .. كره لقاء الله وكره الله لقاءه).