الذين بعث فيهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم؛ كما قال في الأخرى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} أي: خيارًا {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} الآية (١).
إنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد صلى الله عليه وسلم صلوات الله وسلامه عليه؛ فإنه أشرف خلق الله، وأكرم الرسل على الله، وبعثه الله تعالى بشرع كامل عظيم لم يعطه نبي قبله ولا رسول من الرسل، فالعمل القليل على سبيله ومنهاجه يقوم؛ أي: يحصل بالقليل منه ثواب ما لا يقوم بالعمل الكثير من أعمال غيرهم. انتهى كلام الحافظ ابن كثير ملخصًا.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وهو مكرر مع الحديث الذي قبله، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
* * *
ثم استشهد المؤلف سابعًا لحديث أبي هريرة بحديث بريدة بن الحصيب رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٧٩) - ٤٢٣٢ - (٨)(حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري) البصري مستملي أبي عاصم، من الحادية عشرة، ويُلَقَّبُ بِدْعَةً - بكسر الموحدة وسكون المهملة - ثقة حافظ، مات سنة سبع وخمسين ومئتين (٢٥٧ هـ). يروي عنه:(عم).
(حدثنا حسين بن حفص) بن الفضل بن يحيى الهمداني - بسكون الميم -