للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ".

===

وتعالى لذلك المسلم: (هذا) المشرك الذي دفع إليك (فداؤك من) عذاب (النار).

قال السندي: قوله: (فداؤك) أي: إنه تعالى يعطي منزلك في النار إياه، ويعطي منزله في الجَنَّة إياك.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكن له شاهد من حديث أبي موسى الأشعري، أخرجه مسلم في كتاب التوبة، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله، ولفظه: (إذا كان يوم القيامة .. دفع الله عزَّ وجلَّ إلى كلّ مسلم يهوديًّا أو نصرانيًّا، فيقول: هذا فكاكك من النار).

ولفظه مع "شرح الكوكب": (قال) أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه (قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا كان يوم القيامة .. دفع الله عز وجلَّ إلى كلّ) رجل (مسلم يهوديًّا أو نصرانيًّا، فيقول) الله للمسلم: أيها المسلم (هذا) اليهودي أو النصراني (فكاكك) - بفتح الفاء وكسرها والفتح أفصح وأشهر - أي: فداؤك وخلاصك (من النار) أي: من العذاب.

وظاهر هذا اللفظ: أن الكافر يكون فديةً للمسلم، وهذا الظاهر غير مطابق؛ لما تقرر في قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (١)، وتفسيره الصحيح ما ذكره النووي رحمه الله تعالى، قال: ومعنى هذا الحديث: ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: (لكل أحد منزل في الجَنَّة ومنزل في النار؛ فالمؤمن إذا دخل الجَنَّة .. خلفه الكافر في النار) لاستحقاقه ذلك بكفره.

ومعنى: (فكاكك من النار) أنك كنت معرضًا لدخول النار، وهذا فكاكك؛


(١) سورة الأنعام: (١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>