للمؤمنين، وإليه الإشارة بقوله:{فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ... } الآية (١).
قال الحافظ: أما مناسبة خصوص هذا العدد .. فيحتمل أن تكون مناسبة هذا العدد الخاص؛ لكونه مثل عدد دَرَجِ الجَنَّة، والجنة هي محل الرحمة، فكان كلّ رحمة بإزاء درجة، وقد ثبتٌ أنه لا يدخل أحد الجَنَّة إلَّا برحمة الله تعالى، فمن نالته منها رحمة واحدة .. كان أدنى أهل الجَنَّة منزلة، وأعلاهم منزلةً من حصلت له جميع الأنواع من الرحمة، كذا في "الفتح"(١٠/ ٤٢٢).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأدب، باب جعل الرحمة في مئة جزء، وفي كتاب الرقائق، باب الرجاء مع الخوف، ومسلم في كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، والترمذي في كتاب الدعوات، بابٌ خلقَ اللهُ مئةَ رحمة، قال أبو عيسى: وهذا حديث حسن صحيح.
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٨٤) - ٤٢٣٧ - (٢)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (٢٤٧ هـ). يروي عنه:(ع).