للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ ثُمَّ يَقُولُ: أَلَكَ عُذْرٌ أَلَكَ حَسَنَةٌ؟ فَيَهَابُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا

===

أو كثيرًا؟ (فيقول) الرجل في جواب سؤال الرب جل جلاله: (لا) أنكر شيئًا منه (يا رب) ويا مالك أمري، بل هو مما عملته في الدنيا (فيقول) الرب للرجل: (أظلمتك) أي: هل ظلمتك (كتبتي) التي وكلتهم بكتابة أعمالك (الحافظون) أي: الذين وكلتهم بحفظ أعمالك وكتابتها عليك؛ أي: هل ظلموك بكتابتهم عليك بعمل وذنب لَمْ تعمله؟

والكتبة - على وزن الكملة - جمع كاتب؛ ككملة وكامل؛ والمراد بهم: الكرام الكتبة الحافظون لأعمال بني آدم.

ثم يقول الرجل للمولى سبحانه: ما ظلموني في كتابتِهم بالزيادةِ علي، حذفَهُ لِعلْمِه من السياق.

(ثم) بعدما أجاب الرجل للمولى بقوله: ما ظلموني (يقول) الرب الرؤوف الرحيم للرجل: (ألك) أيها الرجل (عذر) عن ذلك؛ أي: من ذلك المسجل في السجلات المذكورة؛ (ألك حسنة) واحدة؟ (فيَهابُ الرجل) أي: يُلْقَى في قلبه الهيبة والخوف من جواب سؤال الرب؛ بأن في ذلك بعض الحسنات (فيقول) الرجل في جواب سؤال الرب: (لا) أي: ما في ذلك المسجل حسنة واحدة؛ استحياء وهيبةً من الرب عزَّ وجلَّ (فيقول) الرب - عم نواله، وعز كماله - للرجل: (بلى) أي: ليس الأمر كما قلت من نفي الحسنة فيها (إن لك) أيها الرجل (عندنا حسنات) كثيرة (وإنه) أي: وإن الشأن والحال إلا ظلم عليك اليوم) بإخفاء حسناتك (فنخرج له بطاقة) أي: ورقة مخزونة في خزانة تحت العرش (فيها) أي: في تلك البطاقة؛ أي: فتخرج له بطاقة مكتوب

<<  <  ج: ص:  >  >>