للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ؛ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ،

===

له فيها أجر قوله: (أشهد أن لا إله إلَّا الله وأن محمدًا عبده ورسوله).

قوله: (فيهاب الرجل) أي: فيوقع في قلبه هيبة وحيرة من الجواب (فيقول: لا) أي: ما لي فيها حسنة (فيقول) الرب: (بلى) أي: لك عندنا ما يقوم مقام عذرك.

وفي رواية الترمذي: (إن لك عندنا حسنة، فتخرج له) بصيغة المبني للمجهول (بطاقة) قال في "النهاية": البطاقة: رقعة صغيرة يثبت فيها مقدار ما تجعل فيه إن كان عينًا .. فوزنه أو عدده، وإن كان متاعًا .. فثمنه.

قيل: سميت بذلك؛ لأنَّها تشد بطاقةٍ من الثوب، فتكون الباء حينئذ زائدة، وهي كلمة كثيرة الاستعمال بمصر، وقال في "القاموس": البطاقة - ككتابة -: الرقعة الصغيرة المنوطة بالثوب التي فيها رقم ثمنه، سميت بذلك؛ لأنَّها تشد بطاقةٍ من هدب الثوب (فيها) أي: مكتوب في البطاقة: (أشهد أن لا إله إلَّا الله ... ) إلى آخره، قال القاري: يحتمل أن الكلمة هي أول ما نطق بها، ويحتمل أن تكون غير تلك المرة، مما وقعت مقبولة عند الحضرة، وهو الأظهر في مادة الخصوص من عموم هذه الأمة.

(قال) رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فيقول) الرجل: (يا رب؛ ما هذه البطاقة) الواحدة (مع هذه السجلات) الكثيرة، وما قدرها وما فائدتها بجنبها ومقابلتها ونسبتها؟ ! لأنَّها كلا شيء بجنب هذه السجلات الكثيرة (فيقول) الرب: (إنك لا تظلم) أي: ليظهر لك أنك لا تظلم مع كون حسنتك قليلة بالنسبة إلى السجلات الكثيرة فلا يقع عليك الظلم، لكن لا بد من إحضار الوزن؛ كي يظهر لك أن لا ظلم، فأحضر الوزن.

<<  <  ج: ص:  >  >>