وقيل المعنى: أي: ولا أقوله تفاخرًا، بل اعتدادًا بفضله وتحدثًا بنعمته، وتبليغًا لما أمرت به.
قال الطيبي: قوله: (ولا فخر) حال مؤكدة؛ أي: أقول هذا ولا فخر.
قال التوربشتي: والفخر: ادعاء العظمة والمباهاة بالأشياء الخارجة عن الإنسان؛ كالمال والجاه.
(وأنا أول شافع) لربه لأهل الموقف؛ ليفصل بينهم فصل القضاء حين اشتد عليهم هول الموقف؛ لأنه فاتح باب الشفاعة عند ربه حين غضب الرب غضبًا لم يغضب مثله قط.
(وأول مشفَّع) على صيغة اسم المفعول؛ أي: أول من تقبل شفاعته عند ربه (ولا فخر) أي: وما قلته فخرًا به؛ لأنه من فضله تعالى عليَّ لا من عَملي (ولواءُ الحمد) أي: لواء يكون سببًا لحمد الأولين والآخرين إياي (بيدي) أنا حامله (بوم القيامة ولا فَخْر) لي بذلك؛ لأنه من فضله تعالى عليَّ لا بعملي.
واللواء - بالكسر وبالمد -: الراية، ولا يمسكها إلا صاحبُ الجيش وقائدُهُ.
قال الطيبي: لواءُ الحمد عبارةٌ عن الشُهْرةِ وانفراده بالحمد على رؤوس الخلائق، ويحتمل أن يكونَ لِحَمْدِه لِوَاهلا يوم القيامة حقيقةً يُسمَّى لواء الحمد.
وقال التوربشتي: لا مقامَ من مقامات عباد الله الصالحين أَرْفعَ وأَعْلَى من مقام الحمد، ودونه تَنْتَهِي سائرُ المقامات، ولما كان نبينا سيد المرسلين أَحْمدَ الخلق في الدنيا والآخرة .. أُعطي لواء الحمد؛ لِيَأْوِي إلى لوائِه الأولون والآخرون، وإليه الإشارةُ بقوله صلى الله عليه وسلم: "آدَمُ ومَنْ دونه تحت لوائي". انتهى.