(حدثنا سعيد بن يزيد) بن مسلمة الأزدي ثُم الطاحي أبومسلمة البصريُّ القصيرُ، وثَّقه ابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: صالح، وقال الحافظ: ثقة، من الرابعة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي نضرة) المنذر بن مالك بن قطعة العبدي العوقي البصري، ثقة، من الثالثة، مات سنة ثمان أو تسع ومئة (١٠٩ هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبي سعيد) الخدري رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو سعيد: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أهل النار الذين هم أهلها) أي: خالدون فيها .. (فلا يموتون فيها) موتًا يستريحون به من ألم النار (ولا يحيون) فيها حياة يلتذون بها (ولكن) منهم (ناس أصابتهم) أي: أحرقتهم (نار بذنوبهم أو) قال الراوي: أحرقتهم نار (بخطاياهم) بالشك من الراوي أو ممن دونه (فأماتتهم) النار (إماتةً) مجازيةً؛ أي: جعلتهم كالموتى؛ بحيث لا يلتذون بحياتهم (حتى إذا كانوا فحمًا) أي: كالحطب المحروق .. (أذن لهم في الشفاعة) ففي الكلام تقديم وتأخير؛ أي: أذن الله عز وجل في الشفاعة فيهم من أراد الشفاعة لهم من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين والمؤمنين الصالحين.
(فجيء بهم) أي: بأولئك الناس الذين كانوا فحمًا في النار؛ بسبب شفاعة الشافع لهم إلى أنهار الجنة؛ يعني: إلى أنهار الحياة التي في أطراف الجنة،