للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَقِيلَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ؛ أَفِيضوا عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: كَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ فِي الْبَادِيَةِ.

===

حالة كونهم (ضبائر ضبائر) أي: حالة كونهم فرقًا فرقًا؛ أي: جماعة جماعة، فوجًا فوجًا (فبثوا) أي: فرقوا ووزعوا" على أنهار الجنة، فقيل) لأهل الجنة: (يا أهل الجنة؛ أفيضوا) وصبوا (عليهم) أي: على هؤلاء المحروقين في نار جهنم من ماء الجنة (فينبتون) أي: فيصبُّ عليهم أهلُ الجنة من ماء فينبتون بذلك الماء الذي صب عليهم (نبات الحبَّةِ) أي: نباتًا سريعًا مثل نبات الحبة من الأبازير (تكون في حَميلِ السيلِ) أي: في التراب الذي حمله السيل من فوق الجبل ورماه في جوانب المسيل.

(قال) أبو سعيد الراوي: (فقال رجل من القوم) الحاضرين عند الرسول صلى الله عليه وسلم: (كأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان في البادية) فرأى سرعة نبات الحبة في حميل السيل، فشبه سرعة نبات القوم بسرعة نبات الحبة.

قوله: "أما أهلها ... " إلى آخره؛ وهم - الذين جاء القرآن بخلودهم فيها، فأمَاتَتْهُم إماتةً؛ فقد صح هذا في "صحيح مسلم" أيضًا، وعلى هذا: فمَنْ يَدْخُلُ النارَ من المؤمنين .. لا يعذب إلا لحظة، فلله الحمد على ذلك.

قال السندي: (ضبائر) هم الجماعة المتفرقة، واحدُها: ضبارةُ (فبُثُّوا) - بضم الموحدة على البناء للمفعول - من باب شَدُّ؛ من البَثِّ؛ وهو النشرُ؛ أي: نُشِروا وفُرِّقوا على أنهار الجنة (أفيضوا عليهم) أي: صبوا عليهم من ماء أنهار الجنة (الحِبَّة) - بكسر الحاء المهملة -: بزورُ البقول وحَبُّ الرياحين (في حميل السيل) أي: فيما يحملهُ السيل ويجيءُ به من طين وغيره، فإذا ألقيت فيه حبة،

<<  <  ج: ص:  >  >>