واستقرت على وسط مجرى السيل .. فإنها تنبت في يوم وليلة، فشُبِّه بها سرعةُ عَودةِ أبدانهم وأجسامِهم إليهم بَعْدَ إِحراق النار لها (قد كان في البادية) حيثُ عَرفَ أحوال السيول. انتهى "سندي".
قال ابن أبي جمرة: فيه إشارة إلى سرعة إنباتهم؛ لأنَّ الحبَّةَ أسرعُ في النبات من غيرها، وفي السيل أسرع؛ لما يجتمع فيه من الطين الرخو الحادث مع الماء مع ما خالطه من حرارة الزِّبْلِ المَجْذُوبِ معه.
قال: ويستفاد منه أنه صلى الله عليه وسلم كان عارفًا بجميع أمور الدنيا؛ بتعليم الله تعالى له، وإن لم يباشر ذلك، وانظر "فتح الباري"(١١/ ٤٥٨).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في التفسير وفي الرقاق وفي التوحيد، ومسلم في كتاب الإيمان، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار، والترمذي في صفة جهنم، والدارمي، وابن خزيمة في "التوحيد"، وابن حبان، والبغوي في "شرح السنة"، وغيرهم من أهل الحديث.
ودرجته: أنه صحيح، لصحة سنده، ولأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي هريرة بحديث جابر رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٠٠) - ٤٢٥٣ - (٤)(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم (الدمشقي) لقبه دحيم، ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (٢٤٥ هـ). يروي عنه:(خ د س ق).