للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلكِنِ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا كَلَّمَهُ اللهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ قَتْلَهُ النَّفْسَ بِغَيْرِ النَّفْس، وَلكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللهِ وَرَسُولَهُ، وَكَلِمَةَ اللهِ وَرُوحَهُ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلكِنِ

===

المحبة غير ناقصها، فهو فعيل بمعنى فاعل أو مفعول؛ والخليل: الصديق المخلص؛ من الخلة - بضم الخاء - بمعنى: الصداقة والمحبة، ولقد بسطنا الكلام على الخلة في "الكوكب" نقلًا عن القرطبي في "المفهم"، فراجعه إن شئت.

(فيأتونه) أي: فيأتون إبراهيم، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك (فيقول) لهم إبراهيم: (لست هناكم) أي: في المكان الذي تحسبونه فيه من الشفاعة (ولكن) أدلكم على من هو خير لكم مني، وأقول لكم: (ائتوا موسى) بن عمران عليه السلام (عبدًا) عطف بيان من موسى، أو بدل منه؛ أعني به: العبد الذي (كلمه الله) سبحانه وتعالى في الدنيا بلا واسطة؛ أي: أسمعه كلامه المقدس (وأعطاه) الكتاب المسمى بـ (التوراة، فيأتونه) أي: فيأتون موسى عليه السلام فيقولون له: اشفع لنا إلى ربك (فيقول) لهم موسى: (لست) أنا (هناكم) أي: في المنزلة التي تحسبونني فيها من التشفع لكم عند ربكم (ويذكر) لهم ما يستحيا منه عند الله (قتله النفس) المحرم قتلها (بغير) الحق أي: بغير قتلها (النفس) الأخرى.

(ولكن) أذكر لكم من يصلح لتلك الشفاعة، وأقول لكم: (ائتوا عيسى) ابن مريم عليه السلام؛ أي: اذهبوا إليه وائتوه هو (عبد الله ورسوله، وكلمة الله) سبحانه أي: المخلوق بكلمة كن بلا واسطة أب (وروحه) للتشريف (فيأتونه) أي: فيأتون عيسى، ويقولون: اشفع لنا عند ربك (فيقول) لهم: (لست) أنا (هناكم) أي: في منزلة الشفاعة لكم (ولكن) أدلكم إلى من هو خير لكم

<<  <  ج: ص:  >  >>