للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ .. تُسْمَعْ، وَسَلْ .. تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ .. تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيه، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ؛ مَا بَقِيَ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ".

===

(ارفع) رأسك يا (محمد) من السجود، ثم يقال لي بعد رفع رأسي من السجود: (قل) ما شئت من ثنائي .. (تسمع) أي: تقبل مقالتك في ثنائي (وسل) أي: اسْأَلْ ما شئت من رغباتك .. (تعطه) أي: تعط ما سألته من رغباتك (واشفع) فيمن شئت .. (تشفع) أي: تقبل شفاعتك فيه، ثم يقال لي: ارفع رأسك يا محمد (فأرفع رأسي) من السجود (فأحمده) تعالى (بتحميد يعلمنيه) بعد الرفع من السجود (ثم أشفع) في إخراج الموحدين من النار (ثم أشفع) فيمن شئت (فيحد لي حدًّا) أي: قدرًا معينًا فيخرجهم من النار (فيدخلهم الجنة، ثم أعود) وأرجع إلى موضع السجود المرة (الرابعة) فأسجد (فأقول) في السجود: (يا رب؛ ما بقي) في النار (إلا من حبسه) وخلَّده (القرآن) في النار؛ أي: حكم بخلوده فيها؛ وهو كل من مات مشركًا.

والمعنى: أي: دل القرآن على خلوده فيها؛ وهم الكفار، أو دلت الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا يجوز التخلف فيها أبدًا.

قوله: "إلا من حبسه القرآن" يحتمل: أن المراد بحبس القرآن: ما يعم ورود الخلود فيه، أو ورود عدم قبول شفاعة غير الله فيه، أو في السنة من حيث إن القرآن قد جاء بوجوب التصديق بالسنة، فما وردت به السنة بمنزلة ما ورد به القرآن، فإذا جاء في السنة أن قومًا لا يقبل الله فيهم شفاعة أحد، بل هو الذي يتولى إخراجهم من النار بمجرد فضله .. فيجوز أن يقال: أولئك داخلون فيمن حبسه القرآن؛ من حيث إنه جاء وجوب التصديق بالسنة، وقد وردت السنة بأنهم لا يخرجون بشفاعة أحد، فهم محبوسون نظرًا إلى الشفاعة. انتهى من "الإنجاز".

<<  <  ج: ص:  >  >>