للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: اللَّهُمَّ؛ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ، وَلَا تَغْفِرْ لِأَحَدٍ مَعَنَا، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "لَقَدِ احْتَظَرْتَ

===

قال القاضي أبو بكر بن العربي في "العارضة": رواه الدارقطني فقال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، شيخ كبير، فقال: يا محمد؛ متى الساعة؟ فقال له: "ما أعددت لها؟ " فقال: لا، والذي بعثك بالحق؛ ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صيام إلا أني أحب الله ورسوله، قال: "فأنت مع من أحببت" قال: فذهب الشيخ، فأخذ يبول في المسجد، فمر عليه الناس فأقاموه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوه؛ عسى أن يكون من أهل الجنة، فصُبوا على بوله الماء". فبيّن أن السائل في المسجد هو السائل عن الساعة المشهود له بالجنة. انتهى كلام ابن العربي.

قلت: في إسناده المعلى المالكي، قال الدارقطني بعد روايته: المعلى مجهول، وقال الحافظ في "الفتح": حكى أبو بكر التاريخي عن عبد الله بن نافع المزني أنه الأقرع بن حابس التميمي، قال: وأخرج أبو موسى المديني في "الصحابة" من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار قال: اطلع ذو الخويصرة اليماني، وكان رجلًا جافيًا. وهو مرسل، وفي إسناده أيضًا مبهم بين محمد بن إسحاق وبين محمد بن عمرو بن عطاء، لكن قال في أوله: اطلع ذو الخويصرة التميمي، وكان حافيًا، والتميمي: هو حرقوس بن زهير الذي صار بعد ذلك من رؤوس الخوارج. قال ونُقل عن أبي الحسن بن فارس أنه عيينة بن حصن، والعلم عند الله تعالى. انتهى كلام الحافظ بحذف واختصار. انتهى "تحفة الأحوذي".

(فقال) الأعرابي: (اللهم؛ اغفر لي ولمحمد، ولا تغفر لأحد معنا، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال) له: والله؛ (لقد احتظرت) أي: منعت

<<  <  ج: ص:  >  >>