(وعلا) وارتفع (صوته) في وعظه اهتمامًا بشأنه، (واشتد غضبه) أي: ظهر عليه آثار غضبه من حمرة الوجه واحمرار العينين، قال القرطبي: وأما اشتداد غضبه .. فيحتمل أن يكون عند نهيه عن أمر خولف فيه، أو يريد أن صفته صفة الغضبان.
(كأنه) صلى الله عليه وسلم في شدة غضبه هو (منذر جيش) أي: شخص مخوف لقومه هجوم جيش عدو لهم؛ ليحترسوا منه، قال السندي: المنذر هو الذي يجيء مخبرًا للقوم بما قد دهمهم من عدو أو غيره، وجملة قوله:(يقول) ذلك المنذر لقومه .. صفة لمنذر جيش، وضمير الفاعل عائد عليه:(صبحكم) العدو -بتشديد الباء من باب فعل المضعف- أي: أتاكم العدو صباحًا ونزل بكم بغتة، فاحترسوا منه، وقوا أنفسكم من شره، والصباح: أول النهار، والمراد: سينزل بكم، والتعبير بالماضي إشارة إلى تحققه، (مساكلم) العدو -بتشديد السين المهملة كسابقه- أي أتاكم العدو مساء، النجاة النجاة لأنفسكم، والمساء: آخر النهار ويحتمل أن يكون ضمير (يقول) للنبي صلى الله عليه وسلم، والجملة حال من ضمير (كأنه)، وضمير صبحكم ومساكم للعذاب، والمراد: قرب منكم إن لم تطيعوني.
(و) كان (يقول: بعثت) أي: أرسلت إلى الناس كافة في آخر الدنيا، وقوله:(أنا) مبتدأ، وقوله:(والساعة) بالرفع معطوف على المبتدأ، والجار والمجرور في (كهاتين) خبر المبتدأ، والجملة الاسمية حال من فاعل بعثت؛ أي: بعثت في نهاية الدنيا حالة كوني وكون الساعة مقترنين اقترانًا كاقتران هاتين الإصبعين، أو منضمين انضمامًا كانضمامهما؛ يعني: لا واسطة نبي بيني