وبينها، فوجه الشبه: هو الانضمام، أو المدة التي هي بيننا قليلة، فوجه الشبه: قلة ما بين رأسي السبابة والوسطئ من التفاوت. انتهى "السندي".
(و) الحال أنه (يقرن) بضم الراء من باب قتل (بين إصبعيه السبابة) سميت سبابة؛ لأنه يشار بها عند السب، ومسبحة؛ لأنه يشار بها إلى تسبيح الله تعالى (والوسطى) سميت به؛ لأنها كانت وسط الأصابع الخمسة.
قال القرطبي: قوله: "والساعة" ضبطناه بالنصب والرفع؛ فأما النصب .. فهو على المفعول معه، والرفع على أنه معطوف على التاء في (بعثت)، وفصل بينهما بـ (أنا) توكيدًا للضمير المتصل بالمنفصل على ما هو الأحسن عند النحويين، وقد اختار بعضهم النصب بناء على أن التشبيه وقع بملاصقة الإصبعين واتصالهما بلا فاصل، واختار آخرون الرفع بناء على أن التشبيه وقع بالتفاوت بين رؤوسهما؛ يعني: أن ما بين زمان النبي صلى الله عليه وسلم وقيام الساعة قريب كقرب السبابة من الوسطئ، وهذا أوقع، بل قال القاضي: المشهور الرفع، وكأنه مبني على أن إقامة الساعة اعتبر بعثًا لها، ويلزم منه الجمع بين الحقيقة والمجاز في (بعثت)، وقد جوزه قوم فصح عندهم، فليتأمل، والله أعلم.
وقد جاء من حديث سهل عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سبقتها بما سبقت هذه هذه" يعني: الوسطى والسبابة، رواه الترمذي من حديث المستورد.
(ثم) بعد قوله: بعثت أنا والساعة (يقول: أما بعد) أما: حرف تفصيل لما بعدها عما قبلها، وهي حرف متضمن للشرط، ولذلك تدخل الفاء في جوابها، وقدرها النحويون بـ (مهما)، و (بعد) ظرف زمان قطع عن الإضافة لفظًا مع كونها مرادة معنى، فبني على الضم؛ لشبهها بالحرف شبهًا افتقاريًا؛