للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِنَّ خَيْرَ الْأُمُورِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ،

===

لافتقارها إلى المضاف إليه المحذوف في إفادة المعنى كافتقار الحرف إلى غيره في إفادة المعنى، وحرك مع كون الأصل في المبني السكون؛ ليعلم أن له أصلًا في الإعراب، وكانت الحركة ضمة جبرًا لما فاته من الإعراب بإعطائه أقوى الحركات وهي من الأسماء التي لها أربعة أحوال؛ تعرب في ثلاثة وتبنى في واحد كما هنا، كما بسطنا ذلك في كتبنا النحوية والصرفية، والعامل فيه ما تضمنه (أما) من معنى الشرط؛ فإن معناه: مهما يكن من شيء بعد حمد الله .. فكذا، والله أعلم.

وقال بعض المفسرين في قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} (١): إنه قوله: (أما بعد).

(فإن خير الأمور) أي: الشؤون؛ واحد الأمر، بمعنى الشأن؛ أي: خير ما يتعلق به المتكلم، أو خير الأمور الموجودة بينكم .. (كتاب الله) العزيز، (وخير الهدي) والدين؛ أي: أفضله وأحقه .. (هدي محمد) صلى الله عليه وسلم، والهدي -بفتح الهاء وسكون الدال-: هي الطريقة والسيرة، وهذا هو المشهور، أو بضم الهاء وفتح الدال، والمعنى: أن خير الأديان وأحقها وأرضاها لله تعالى .. دين محمد صلى الله عليه وسلم لا دين غيره.

وقال القرطبي: روي الهدى بضم الهاء وفتح الدال فيهما، وبفتح الهاء وسكون الدال فيهما، وهما من أصل فعل واحد من الهداية؛ وهي الدلالة والإرشاد، والهدى في استعمال العرف هديان: هدى دلالة وإرشاد؛ وهو الذي يضاف إلى الرسل والكتب، كما قال: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (٢)، وفي


(١) سورة ص: (٢٠).
(٢) سورة الشورى: (٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>