(فلما أتوا) أي: فلما جاء أولئك الرهط (النبي صلى الله عليه وسلم .. شكوا ذلك) أي: أخبروا ذلك الفعل الذي فعلوه؛ وهو الصلاة بلا وضوء (إليه) أي: إلى النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الشكوى والعتاب لأنفسهم على ذلك، (فنزلت آية) الترخيص في (التيمم) عند فقد الماء؛ يعني: قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} إلى قوله تعالى {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ... } الآية (١).
(فقال أسيد بن حضير) -بالتصغير فيهما- ابن سماك بن عتيك الأنصاري الأشهلي، وهو ممن أُرسل في طلب القلادة، الصحابي المشهور، شهد العقبة وبدرًا رضي الله عنه، أي: قال مخاطبًا لعائشة: (جزاك) -بكسر الكاف خطابًا لمؤنث- أي: جعل (الله) عز وجل (خيرًا) عظيمًا جزاءًا لك على بركتك، (فوالله) أي: فأقسمت بالله الذي لا إله غيره (ما نزل بك أمر) أي: ما أصابك أمر مهم من المصائب (قط) أي: في زمن من الأزمنة الماضية في عمرك .. (إلا جعل الله لك منه) أي: من ذلك الأمر المهم (مخرجًا) أي: محل خروج، وكشف عنك، (وجعل) الله تعالى (للمسلمين فيه) أي: في ذلك الأمر المهم الذي أصابك (بركة) أي: زيادة خير.
قوله:(فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم أناسًا في طلبها) كذا في رواية عروة عن عائشة، وفي رواية:(فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا، فوجدها) أي: القلادة، ولأبي داوود:(فبعث أسيد بن حضير وناسًا معه)،